قد يخفف استخدام الكهرباء لتنشيط أجزاء بالمخ أعراض دوار الحركة، بحسب دراسة علمية. ويقول فريق العلماء في كلية إمبريال كوليدج لندن إن تجارب أولية أجريت على 20 شخصًا أظهرت أن لهذه الطريقة تأثير مشابه للعقاقير، لكن دون الشعور بالنعاس. ويتدخل تيار كهربائي خفيف في الرسائل الواردة من ذلك الجزء بالأذن المتحكم في عملية التوازن.
لكن علماء آخرين شددوا، في إفادات نشرت في مجلة علم الأعصاب Neurology، على وجود “شكوك قوية” لحين إجراء تجارب أوسع لدعم تلك النتائج.
وسواء كنت مسافرا عبر الجو أو البحر أو البر فإنك ستصاب بدوار الحركة نتيجة الرسائل المختلطة الواردة من أذنيك وعينيك.
ويؤدي ذلك إلى ارتباك المخ بشأن ما يجري وهو ما ينتهي بالشعور بالغثيان والصداع.
“كرسي التقيؤ”
وأوضح البروفيسور قدير أرشد، من إمبريال كوليدج لندن، أن الأشخاص الذين يعانون من إصابة في الأذن الداخلية لا يصابون بدوار الحركة.
ولذلك، يستخدم فريق العلماء “تمرير تيار مباشر عبر الجمجمة” في محاولة للتلاعب بالجزء في المخ الذي يفسر الرسائل الواردة من أعضاء الاتزان في الأذن أثناء شعور الناس بالغثيان.
ووضع 20 شخصا على “كرسي التقيؤ” الشبيه بالأرجوحة الدوارة الذي يجعل الشخص يدور في شكل زاوية.
وتؤدي هذه الطريقة بأي شخص إلى حد كبير إلى الشعور بالدوار خلال خمس دقائق والغثيان حال الاستمرار فيها كما شعر بذلك بعض المشاركين في التجربة.
وقد مر كل مشارك بالتجربة، وبعد ساعة، تعرض نصف المشاركين لتيار كهربائي خفيف عبر فروة الرأس لتعديل نشاط المخ.
وقدم للنصف الآخر من المشاركين علاج وهمي.
ويشعر الأشخاص الذين تعرضوا بدوار الحركة بعد 207 ثانية إضافية في المتوسط في حين يشعر أولائك الذين تلقوا العلاج الوهمي بالغثيان بنحو 57 ثانية أسرع منهم.
وأظهرت النتائج أن التحفيز يسرع التعافي.
وقال أرشد لبي بي سي: “أفضل مقارنة هي عقار سكوبولامين الشهير، إذ رأينا أن تلك الطريقة في جوهرها تعادل سكوبولامين، لكن العقار يجعلك تشعر بالنعاس”.
أجهزة “الواقع الافتراضي”
وأوضح أنه لا تعرف أي آثار جانبية لتحفيز المخ، وأنه سيكون من السهل تطويرها.
وأضاف: “في السنوات القليلة القادمة سيتمكن الناس من استخدام تلك الأجهزة. وليس الأمر بعيدا”.
ويدرس فريق العلماء كذلك تحفيز المخ الذي قد يؤدي إلى الصداع عند بعض الأشخاص وإلى الغثيان عقب الخضوع للعلاج الكيميائي لدى مرضى السرطان.
وعلق البروفيسور كريس تشامبرز، رئيس وحدة تحفيز المخ في جامعة كارديف: “يعد من قبيل عدم المسؤولية أن نقرر أن هذه الدراسة تقدم أي شيء أكثر من دليل مبدئي على فائدة محتملة”.أضاف: “لحين تكرار النتائج في تجارب أكبر مسجلة، أنصح الجماهير بالتعامل مع أي ادعاءات بشأن مزايا العلاج بنوع من التشكيك”.